في كلّ يوم لنا صرخة

في كلّ يوم لنا صرخة

و فـــــــــي كلّ يوم لنـــــــــــا صرخة

و آهــــــات أوجاعنــا من شقـــــــــاء

و في كلّ يوم نمــــــــوت بوعــــــــد

و نحيـــا بوعد و ننعــى البقــــــــــاء

نســــــائل أرضا تعرّت و شـــــاخت

و هــــــا الدّمع شحّ و عزّ البكــــــاء

نـــــــــرى الهمّ يرزح فوق الصـدور

و يغلــــي كمـــــا المرجل في الهواء

نرى الغبن خبزا و نقتــــــــــات منــه

و نشــرب مرّ الأســــى و الضــّنــى

نرى عــُري أرواحـــنا يــستبــــــاح

و عــِرض الكرامة ينعى الحيــــــــاء
و ثورة شعبـــي ربيـــــــع يتـــــيــــم

قد احمــرّ من نـــازفــات الدمـــــــاء
و أزهر من صرخـــــــة كتّمتهــــــــا

أيـــــادي اللّئـــــام بليل العـــــــــــدى 
و كنـّا حلمنــــــــا بفجر سيأتــــــــــي

ليمسح دمعــــا غزيـــــــرا همـــــــى

و كم راودتنــــا الظنــــــــــون و قلنا

بأنّ الشقـــــــــاء نأى و انتهـــــــــى
كذا أوهمـــــــــونا و قالــــــوا كثيرا

لكم أن تعيشــــــــوا نعيم الحيـــــــاه
ستحيون بالعزّ يرفـــل فيــــــــــــكم

و تُسـقون شهد الصفـــــــا و الهــناء
و نمنــا على وقع تلك الوعــــــــود

أفقنــا علــــى شهقة من شقـــــــــاء

وجدنــا التعــــــاسة حضنا رؤومـــا

وجدنـــــــــا العراء و سقف الخلاء
و ذقنــــا الهوان و ذلّ الحيـــــــــاة

و ضاع الأمــــان و ضاع الرجــاء
 و ثورة شعبـــــي غدت مثـــل حلم

شريـــد المعانــــي لقيط المنـــــــى
 و نحن إذا مــــــــا أردنا الحيــــــــاة

بعزّة نفـــــــــــــس بكلّ إبــــــــــــاء
 لقينــا الصدود و شوك العـــــــــذاب

و مرّ الشـــــــــراب و لسع اللّظـــى
و كم من بريء قضـــى في السجون

و كم من شهيـــــــــــــد بنهر الدمـــاء
و كم من فقيــــــــــــــر يموت بجـوع

و ينعــــاه صبر بكـــــى و اشتكــــى
و ثورتنــــــــــــــــــــا أقبرتهـــا أياد

بظلم بغيـــــــــض و سفك الدّمـــــاء
و هــــــــا نحن نحصد شوك العذاب

و ندعــــــــو و نأمـل بعض الرّجــاء