هذي حقــقــتــنــا ...
لا وقت عندي للبكاء
إنــّي تعبت من النّحيب
من الدّموع
من العــزاء
إنــّا شربنا من العذاب
من الهوان و لم يعد في العمر
ما يكفي لنبدأ من جديــد
لعبــة الألغــاز في زمــن
الغبــاء
يكفي .. قد تعبنا من طقوس القهــر
و الغُبْن المعرّش في دمانا
قد سئمنا قصـّة الوعد
اللّقيط و ما يزيـــّنه الرّجــاء
هذي حقيقتنا
نستمرئ الألــم المكــرّر
يذبح منــّا القلوب
و ننتشــي و نعيش فرحة الوهم
المقيــت و نصفــّق لضيــاع حجّتنــا
و نعانق الوجع الوجيع
و نــحلــم بالكبــريــاء
لا وقت عندي كي أعيد حكاية
الفرح المكمــّم و أكــرّر نهج الولاء
لا وقت عندي لكلّ شيء
ما عدت أحتمــل النّحيب
و لا البكــاء
دقــّي طبول الهمّ
ما عاد غراب البيــْن يفـجع نومــنا
مــا عدنا نخشى الرّيح تنبح
بالعواء
علّـي الشــّراعَ أميرتي
ما عاد للريــّح المريضة مخلب ٌ
ما عاد للإعــصار ناب يجرح
الوجه المجعــّد
ما عاد في الوجه دمــاء
نامت أسود الغاب
و الجـرذان ترقص ثمّ ترقص
في انتــشــاء
و البوم أصبح كاليمام
و الضّبــــاع كما الظـّـباء
إنــّـا اكتفينــا بما لقينا
و ثملنا من وجــع الضــّنى
و شبعنا من صفع وجــوهنــا
بأكفّ من خانوا الحقيقة فاستــحال النــّور
ظلاّ للضيــاء
دقّي طبول الهمّ
رجــّي أرض من خانوا
الســّمـاء
هــم سرّ بلوانا و ما نحيــا
من الويلات
في زمن الجهــالة و الغبــاء
لا يفقهــون ســوى التنــدّر
و التنــطــّــع و التمــســّك بالـكــراسي
و امتشــاق الفــوضى في لغــة الحــوار
و يقــول أغلبــهم بصوت واحد
نحن نمثـّلكم ننوب عنكم في المجالس و المنابر
و نحدّث عنكم كبــار القوم
نبنــي مجدكم و نؤسـّس الصــّرح الذي
عشتـم بحلمــه تقتــاتون من حبــّاته
يــكفــي .. سئمــنا من تعاريــج الكلام
و من وعــود الزّيف
تنخر عمرنـــا
يا خيبة المســعى إذا صرنا إلى غدنــا الجريــح
و لم نضمــّد شـرخ حاضــرنا الكسيــح
يا عار فرحتنا إذا نبت بأعيننا
الشــــّقــاء
ما عدت أرغب في البــكــاء
ما عاد في الدّمــع وميض
أو بــهـــاء
مــا عــاد ينــفع إن بكيــنا أو شرقـنا بالدّمــوع
أو شربــنا الدّمــع من جفن البــكــاء.
الأستــاذ : شكري مسـعي / المنستير في 11/09/2012..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق