في ســـرّنا

في سرّنا .. ما كنـّا نرجو غير انبجاس الحقّ 
من ضوء السماء
كيْ نمسك بيد الحقيقة نبضَ أوردة 
ترهــّل همسها 
وذوى بريقها من تجاعيد الكلام 
و من تجــاويف الشـّقاء
يا نحن .. يا همــّا ثقيلا لا يفارق كوننــا 
يا نحن .. يا دفقا من الأوزار جاثمة على الصدر 
المكبــّل بالعنــاء 
يا نحن .. يا تيها تضيق به الدّروب 
و يســأل الغــرباء عن دفء 
العشيرة في ليالي البرد 
في قلب الشــّتـــاء
يا نحن .. يا أملا يؤجّله الظــّلام 
و يسخر منه الضّياء 
لكنــّنا .. في صهوة الوعد المنمــّق 
في احتــقان الدّفء
نبدأ الفعل الصحيح 
و نعاند اليأس الثــّقيل 
و نعانق الأمل الصّريح 
و نقول يا ريح الكمال تمهـّلي
و ترجّلي من صهوة 
القدر الشـّحيح 
يا ريح ما ذنب الشــراع ؟
و الزّورق المنهــوك 
في يمّ الوداع 
يبكي فراق الشــّاطئ الموءود 
من رحم القلاع
يا ريح نكبتنا المريرة قد أضعنا النّور 
في زمن الضـــّياء
لا خيط يوصلنا إلــى برّ الأمـــــــان 
لا نور لا عنــوان 
تــاهت مراكب عمرنــا 
ضاع المكــان
لم يبق من بعض الذي كان 
سوى ذكــرى 
بذاكرة الزمــان
حــتــّى الذين نحبــّهــم 
ضاعوا و لم يبق لنــا 
غير البكــاء .

الأستــاذ : شكري مسعي / المنستير ( تونس ) – 13/09/2012.